رسائل... تعيد الحياة للمسرح



كتبت: نجوى عدنان

نقف صامتين بلحظات انبهار تسرق بها كل مشاعر الدفينة داخلنا أمام خشبة المسرح، تتراقص أجساد ساحرة جريئة، كأنها قدمت من عالم آخر حر وقوي بكيانه، تارة تائهة تبحث عن ذاتها وتارة تفرض وجودها لتجد طريقها نحو الإبداع والتميز.

عرف المسرح الفلسطيني بقوته رغم كثير من التقلبات السياسية وديموغرافية، وتعثر ولادة المسرح الفلسطيني ومروره بمراحل من الهزات والعزلة  على وجهة الخصوص في مدينة نابلس، لكنه اليوم حقيقة ملموسة على الارض تعيدة فرقة "رسائل" للحياة.

مسرح رسائل هي فرقة شبابية من نابلس تأسست في العام 2016، جمعت الشباب الموهوبون في المسرح، وتسعى لاعادة النبض للفن، وتجسيد المسرح كأداة مهمه في نشر الثقافة والوعي وطرح قضايا تهم المجتمع الفلسطيني، سواء محليا أو أقليميا او عالميا.

استطاع مسرح رسائل  بوقت قياسي تقديم عروض بمستوى احترافي وعي "درويش بدو يعيش"، و"سيدي اذهب إلى الجحيم"، "كوابيس"، "على شفا حفرة"، "لا تكن كومبارسا في هذه المسرحية"، وأخرها "يحيى".

ساحة النضال والأحلام...

لقد كنت دائما أنظر للمسرح بأنه المساحة صغيرة المكان كبيرة للتعبير عما يجول بخاطرنا، بدأت منذ الصغر بكتابة روايات وقصص، فزاد ذلك أهتمامي بالمسرح أكثر" هكذا بدأت غنوة عرفات ممثلة مسرح. 

أكملت أنظمت لمجموعه المسرح في جامعة النجاح الوطنية وشاركت معهم بتقديم العروض بفترات متقطعه، لكن ما أن اقترحت فكرة مسرح رسائل كنت من اوائل الانضمام للمسرح الذي اعطاني مساحة كبيرة جدا لتعبير عن كثير من القضايا التي تمس المجتمع الفلسطيني. 

ويؤكد على حديثها الفنان معتصم أبو حسن بأهمية الفن والمسرح كأداة مقاومة خصوص كوننا شعب تحت الإحتلال، وطريقة ايصال رسالتنا للعالم بطريقة دبلوماسية ذكية وجميلة تحاك القلب.

أضاف "ايماني بأهمية المسرح جعلني أشارك لأول عمل لي مع مجموعه النجاح الوطنية، وحصولنا على جوائز، ما كان دافعي للايقان بأن المسرح مكاني، للاسف لم القى الدعم الكافي والتدريبات بالوقوف على المسرح ما جعلني اتبع التعليم الذاتي بالتوجيهات."

لقد حالفني الحظ الجيد بالانضمام لمسرح رسائل من بداية تأسييه ومشاركثي تقريبا بأغلب عروضهم،ليكون الحاضن الاساسي لتنمية موهبتنا ووحلقت الوصل مع الجمهور الفلسطيني، متأملنا  بالعمل كفنان والاجتهاد ليكون الفن مصدر دخلي وأستطيع تكريس وقتي لاعادة مجد الفن وتاريخة. 
صعوبات المسرح
بعد 15 عاما من العمل المسرحي يقول المخرج ومؤسس فرقة مسرح رسائل عدنان البوبالي: تكمن الصعوبات في شح الإمكانات المتوفرة من النواحي الإنشائية كمباني مخصصة للعروض المسرحية، إضافة إلى ضعف النواحي  التقنية والاكاديمية والمنهجية. 
يكمل حديثة "لعل أهم سبب لذلك يرجع إلى غياب الدعم الحقيقي للإنتاج الفني من الدولة ومؤسساتها الرسمية، كذلك تقصير المؤسسات المجتمع المدني في تسليط الضوء على المسرح كأداة تعلم، وللظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني جعلت للمسرح جمهورا قليل ومحدود الإهتمام. 
ومعبرا عن فخرة:" ذلك كله لا ينفي أننا  نشهد بالفترة الحالية نهضة مميزة للمسرح الفلسطيني الذي يشارك سنويا بمهرجانات كبرى في العالم العربي والأوروبي ويحصل على جوائز وتقديرات مبهرة". 







تعليقات

المشاركات الشائعة